عبدالوهاب البراهيم... أزمة التحول ومستقبل التناقضات

عبد الله محمد الشداد * - 23 / 7 / 2009م - 9:36 م

عبدالوهاب البراهيم متحول من المذهب الشيعي إلى المذهب السلفي


كثير منا لعله اطلع أو سمع بتحول عبدالوهاب البراهيم من المذهب الشيعي الأثني عشري إلى المذهب السني السلفي، وكوني اعرف هذا الرجل بشكل شبه جيد ولدي اطلاع على حياته التي سبقت تحول فكره، وبعد أن سمعت الكثير من محاضراته التي أخذ يلقيها هنا وهناك عرفت بأن هذا الرجل غيّر فكره وهو غير مقتنع بهذا التحول، فلقد دققت في إحدى محاضراته والتي تعتبر آخر ما نشر له ومدتها أكثر من ساعتين كان قد ألقاها في الرياض على ما يبدو ومن الواضح أن الحضور فيها كان كبيراً، جاءت كلماته فيها مليئة بالكذب والمغالطات الواضحة ولا يمكنه إخفاء رائحة التزلف والرياء في أن يقنع من هم أمامه بأنه غير فكره عن قناعة تامة.
وهنا اسرد جزء من تلك الادعاءات والكذب في تلك المحاضرة:
• لقد كرّر في كلماته أنه تحول من الفكر الأثني عشري إلى الفكر السني السلفي تحول كامل في عام 1405 هـ وحاول أن يؤكد على ذلك مراراً وتكراراً وكأنه نفسه يشك في ذلك، والذي هو معروف لدى المقربين منه أنه كان شيعياً حتى عام 1418هـ، فلا أعلم ما هي مصلحته من الكذب وما الذي يريد إقحامه في تحديد فترة تحوله، ولا أرى جواباً على ذلك سوى خَلق فترة طويلة بعد تحوله ليقول أنه نضج فكرياً ونظف عقدياً من تشيعه السابق.
• المطلع على حديثه في المحاضرة وخصوصاً من عايشه في تلك الفترة يرى أن هذا الشخص لم يتحول من الفكر الأثني عشري إلى غيره نتيجة علم واطلاع على عمق الفكر الشيعي، بل نتيجة تراكمات من الجهل بأبسط مبادئ الفكر الجعفري وسوء تعامل مع أصول المذهب، وهذا الشيء ملاحظ في اغلب المتحولون من الفكر الأثني عشري إلى غيره، على العكس من المتحولين من أي فكر إلى الفكر الشيعي، فالغالب عليهم أنهم شخصيات علمية وثقافية تحمل أعلى الشهادات وأفضل العقول،مما يدل على أن من يطلع اطلاع صادق وعميق على الفكر الأثني عشري وبعيد عن التعصب الديني لن يجد محيصاً عن صحة هذا الفكر.
• وردت في كلمات عبدالوهاب البراهيم في المحاضرة كثير من الكذب والدجل، فعلى سبيل المثال لا للحصر حاول أن يوهم الحضور انه كان لا ينقطع عن صلاة الفجر في المسجد ويذهب لها أحياناً مشياً على الأقدام إذا لم يجد سيارة كما قال في محاضرة أخرى له، وكذلك أكثر من الكذب في انه كثيراً ما جادل وناقش كبار علماء الشيعة في منطقته وغيرها من الادعاءات على الشيعة في تقديسهم للإمام علي وأهل البيت عليهم السلام أكثر حتى من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ونسب للشيعة الأثني عشرية أشياء لا يصدقها عاقل، من قبيل أنهم يقولون في الصلاة (وتقبل شفاعة علي في أمته وارفع درجته....) أو تقديم القرابين والذبح لغير الله وغيرها من الأباطيل، ويكفي في الرد عليه بأن نقول له أن الكتب الفقهية للشيعة الأثني عشرية منتشرة في كل مكان ويكفي في تكذيب ما يزعم الرجوع إليها لمعرفة ذلك، ولكن من الواضح أن الرجل لديه إفلاس فكري في الحصول على مستمسك ضد الشيعة ونوع من أنواع التزلف والتقرب إلى من هم ورائه في تحوله الفكري.
• أورد عبدالوهاب في محاضراته قصص ومواقف حصلت له أقل ما يقال فيها أنها تحتوي على الترهات والأساطير المختلقة على نفسه وأموراً لا يمكن أن يصدقها عاقل، فكذب على الأحياء قبل الأموات وحاول أن يقنع من هم أمامه بإنجازاته المبهرة في تحويل عشرات أو مئات من الناس الشيعة إلى فكره الجديد بالإضافة إلى ذكره أسماء أشخاص وعائلاتهم قام بتحويلها بالكامل إلى السنة ومنها زوجته وأسرتها، بل الأدهى من ذلك أساء إلى بعض الأشخاص وعائلاتهم العريقة في الأحساء، وهدفه من ذلك تأكيد ثقته بنفسه وقوة فكره في تحويل الناس معتقده الجديد.
• عند تحليل أسلوبه في الكلام نجد انه لازال متأثراً بفكره السابق وذلك يظهر جلياً في فلتات لسانه نحو الصلاة والسلام على الرسول وأهل بيته عند ذكرهم مما يجعله يتدارك ذلك ويصلح خطأه بالتراجع وإضافة الصحابة وأحياناً يحذف أهل البيت من العبارة، وكأنه أخطأ خطأً فادحاً وعليه تدارك الموقف، مما يتضح لنا ولمن هم أمامه انه متزعزع في تحوله وكأنه يقف على ارض طينية لا يدري متى يسقط عليها.
• نلاحظ في محاضرته انه تحول إلى مفتي يكفر من يشاء ويثبت إسلام من يشاء، وفي أكثر من مرة كفر الشيعة بل اثبت كفر والدته وأنها لا تزال مع أولاده وزوجتيه في ضلال مبين، ولم يفوته الحيادية في بعض إجاباته على استفسارات من حوله يرّد على بعض الادعاءات على الشيعة مثل ما ينسب لهم (بليلة الطفيه) وغيرها وهذا بحد ذاته اعتراف صريح منه بأن كثير مما ينسب للشيعة محض كذب عليهم، لكن نحب أن نوجه له سؤال بسيط جداً إذا كنت أنت تعلم أن هناك كثير من الكذب الذي ينسب للشيعة فلماذا لم تقم بالبحث عن بعض الاستفسارات التي ضلت تدور في ذهنك والتي تقول أنها السبب في تحولك إلى مذهب غير مذهب أهل البيت ؟ لماذا لم تجلس مع علماء الدين الكبار ليزيلوا ما أشكل عليك من اعتقادات وغير مقنع بها في نظرك؟
• تطرق في كلامه إلى قضية المرجعية في الأحساء وحاول أن يوهم من يستمع إليه أن موضوع المرجعية يعج بالفرقة والتناحر على مستوى يصل به الخلاف حتى في لفظ الكلمات في الصلاة وهذا دليل على جهله وتأليفه للكذب الذي يرد به أن يرضي من حوله ومن يقف وراءه، فقضية المرجعية بشكل عام لا تعدو اختلافات فقهية وارده على مستوى المذاهب الإسلامية والعلماء داخل نفس المذهب الواحد.
خُلاصة القول، عبدالوهاب البراهيم شخص يواجه أزمة فكرية(Intellectual Crisis) سببها الرئيسي هو الجهل في معرفة أبسط الأمور المتعلقة في مذهبه، وبُعده عن منبر أهل البيت الذي كان ولازال منارة ومدرسة لأتباع أهل البيت ، ويكفيك في ذلك، تصريح الشيخ محمود شلتوت المصري في إثبات صحة مذهب الشيعة الأثني عشرية من عشرات السنين، كذلك ما صرح به مفتي مصر الشيخ علي جمعة مؤخراً في قوة وعمق المذهب الشيعي الأثني عشري وتطور فكره، ومن الواضح أن أخينا عبدالوهاب البراهيم لازال يقف على ارض غير مستقره في تحوله الفكري، هداه الله وإيانا للحق.